
حوار مع داريو بينادو، شاعر الشوارع المتجول في إسبانيا.
يشارك
حوار مع داريو بينادو، شاعر الشوارع المتجول في إسبانيا.
شعر للغرباء - أبيات حافية القدمين
داريو بينادو ليس شاعرًا تقليديًا. حافي القدمين، بلا أعباء، يجوب شوارع إسبانيا، لا يحمل إلا آلته الكاتبة وقلبه مفتوح. حضوره خالد، شاعر يُرسل أشعاره بحرية للغرباء المارة. من ساحات المدن الصاخبة إلى القرى الساحلية الهادئة، يُبدع بينادو قصائد عفوية لكل من يقابله. الحب، العائلة، الصداقة، والسفر هي المواضيع التي تنسج أعماله، مُقدمةً العزاء والإلهام. قدماه العاريتان، المتحررتان من قيود التقاليد، تُجسدان فلسفته الشعرية: الحرية، الأصالة، والضعف.
ما الذي ألهمك للبدء في كتابة الشعر للغرباء في الشارع؟
داريو: ألهمتني صدفة الحياة وارتباطاتها. أهداني أحد شركائي السابقين آلة كاتبة، وعندما تذكرتُ تانيا بانيس ورأيتُ اقتراب موعد معرض الكتاب، قررتُ ارتجال الشعر لأول مرة باستخدام الكلمات.

كيف تتعامل مع إنشاء قصيدة على الفور لشخص التقيت به للتو؟
داريو: أترك نفسي أسترشد بالحدس والاتصال الإلهي بالمصدر الذي يخلق كل شيء - الكون، الله، أو أيًا كان ما يسميه كل شخص. أُوجّه المعلومات وأُحوّلها إلى شعر. بفضل التخاطر، أتواصل مع عقل الشخص وأفكاره، وبحساسيتي، أشعر بمشاعره وأحاسيسه. أشعر وكأنني أغوص في كيانه، وكأنني أصبحه. أشعر وكأنني أعرفه مُسبقًا بفضل اتصالي بوحدة الكون.

هل يمكنك مشاركة قصة أو لقاء لا ينسى مررت به أثناء كتابة الشعر حسب الطلب؟
داريو: من الصعب تحديد لحظة واحدة فقط من التجارب العديدة التي مررت بها على مدى سبع سنوات من الاستماع والتواصل والإبداع الشعري. كل هذه اللحظات تركت أثرها عليّ، لكنني أقدر بشكل خاص تلك التي تُقرّبني من الحياة الحميمة لشخص ما، فالعديد منهم أصبحوا أصدقاء أو حتى عائلة.
ما هي المواضيع أو الموضوعات التي يطلبها الناس عادة في قصائدهم؟

هل سبق أن واجهت تحديات أو شكوكًا من المارة، وكيف تتعامل معها؟
داريو: عادةً ما أتعامل مع التحديات جيدًا، فكلما كان الموقف أكثر تعقيدًا، كان أدائي أفضل. التشكك، بالطبع، أمر شائع. تعتمد استجابتي على حالتي النفسية والعاطفية في ذلك الوقت، لكنني أسعى دائمًا إلى أن أكون صادقًا ومخلصًا ومباشرًا. عادةً لا أكتم ما أفكر فيه أو أشعر به. في معظم الأحيان، لا أتأثر بما يعتقده الآخرون أو يقولونه.

ما هو الدور الذي تعتقد أن العفوية تلعبه في شعرك؟
داريو: العفوية هي أساس شعري لأنني أبدع من خلال الارتجال.
كيف توازن بين التعبير الشخصي ورغبات الشخص الذي يطلب القصيدة؟
داريو: يحدث التوازن بشكل طبيعي لأنني أكتب الشعر انطلاقًا مما يشعر به الشخص ويفكر فيه ويعبّر عنه. القصيدة دائمًا مثالية لمن يتلقاها. يصبح الشاعر ثانويًا، إذ ينصب التركيز كليًا على الشخص الجالس بجانبي وتعبيره.

هل يمكنك أن تصف وقتًا كان فيه قصيدة كتبتها لها تأثير عميق على شخص ما؟
داريو: كل قصيدة أكتبها لها أثر عميق على شخص ما، سواءً في اللحظة أو لاحقًا. الشعر يعكس الشخص وتجاربه، لذا غالبًا ما يشعر بالتأثر، وأحيانًا بالبكاء، إذا أطلق العنان لمشاعره. في كثير من الأحيان، يرغب في أن يُعانق بعد ذلك.
كيف ترى دور الشاعر في عالمنا الرقمي السريع اليوم؟
داريو: دور الشاعر أساسي، فهو يُحوّل كل شيء إلى جمال. في مسيرته البطيئة والمتأملة، يرصد العالم ويصفه بأسلوب إلهي وقوي. الشاعر قوة ثورية تُحدث تحولات في النماذج الفكرية وتُنشئ أرضًا جديدة.

ما هي الرسالة التي تتمنى أن يستفيدها الناس من القصائد التي تكتبها لهم؟
داريو: لحظة سلام، وذكرى أبدية، وحب في قلوبهم.
كيف أثر عملك كشاعر شارع على فهمك للشعر؟
داريو: أدركتُ أن الشعر موجود في كل مكان، وأن كل شيء شعر. سمح لي التواجد في الشارع بملاحظة الحياة، والاستماع إليها، والتعلم منها، واختبارها روحيًا وعمليًا بطرقٍ تصفها كتبٌ كثيرة. الطبيعة نفسها تحمل كل الإجابات.

هل هناك شعراء أو كتاب أثروا بشكل خاص على أسلوبك أو نهجك؟
داريو: لا أعتقد أن شاعرًا معينًا أثّر على أسلوبي، فقد طوّرتُ أسلوبي الخاص. مع ذلك، قارنني البعض بشعراء معينين أو بأساليبهم، مع أنني لم أقرأ أعمالهم مسبقًا.

ما هي النصيحة التي تقدمها لشخص مهتم بممارسة الشعر في أماكن غير تقليدية؟
داريو: أُشجّعهم على التغلّب على خوفهم من القيام بشيءٍ ما بطريقةٍ مُختلفةٍ أو غير تقليدية. عندما تسلك مساراتٍ فريدةً، تُجرّب أشياءً لن يختبرها الآخرون. هذا يُثريك بشكلٍ لا نهائي، ويُشعِرك بحريةٍ وقوةٍ لا تُضاهى.
شكراً لك يا داريو! رحلتك تُلهم الآخرين ليجدوا أنفسهم على إيقاع قصيدة، وُلدت من الشوارع.
تابعوا وادعموا الموهوبين! ➘ https://www.instagram.com/dariopeinadopoesia/
1 تعليق
Para mí es realmente inspirador, e increíble estar en la calle y hablar con la gente, dar algo especial, muy personal…:)